في يوم الطفل العالمي: أطفال غزة... معاناة وخوف مستمر

في يوم الطفل العالمي، لا يزال معظم الأطفال في قطاع غزة المحاصر، يعانون "نفسيا" و"جسديا"، من آثار العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي صيف العام الماضي...

في يوم الطفل العالمي: أطفال غزة... معاناة وخوف مستمر

في يوم الطفل العالمي، لا يزال معظم الأطفال في قطاع غزة المحاصر، يعانون 'نفسيا' و'جسديا'، من آثار العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي صيف العام الماضي.

وئام الأسطل، طفلة عمرها 11 عامًا، واحدة من مئات الأطفال ضحايا العدوان الإسرائيلي، أصيبت بإعاقة دائمة، جراء قصف الطائرات الحربية لمنزلهم في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وبعد مرور أكثر من عام على العدوان الأخير، تخشى الأسطل ارتداء 'طرف صناعي'، كبديل لقدمها المبتورة.

ويقول أخصائي الأطراف في داخل المركز الوحيد لصناعة وتركيب الأطراف الصناعية في قطاع غزة المحاصر، أحمد العبسي إن الطفلة الأسطل، ترفض فكرة التأقلم مع العيش بـ'قدم صناعية'، كحال عشرات الأطفال مبتوري الأقدام بفعل القذائف الإسرائيلية.

ويضيف العبسي أنه 'ليس سهلًا على طفل كان يقفز، ويلعب، أن يستيقظ فجأة على جسد بدون قدم، هناك آثار جسدية ونفسية، تلاحقهم، أطفال غزة محرمون من الحياة بأمن وسلام'.

وفي 20 تشرين ثاني/ نوفمبر كل عام، يحتفل الأطفال في كل الدول العربية والأوروبية بيومهم 'العالمي'، الذي يوافق تاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1989 من قبل 191 دولة.

ويقول مركز الإحصاء الفلسطيني إن الأطفال الفلسطينيين ضحايا الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد المركز في بيان، بمناسبة يوم الطفل العالمي، أن أطفال قطاع غزة، يعانون من آثار الحرب الأخيرة، التي تركت نحو 54 ألف طفل بلا مأوى.

وأضاف المركز أن 'أطفال فلسطين، ضحايا العنف الإسرائيلي، والانتهاكات اليومية، يفتقدون إلى الشعور بالأمن والسلام، وفي العدوان الأخير على قطاع غزة استشهد وجرح آلاف الأطفال'.

وعلى مدار '51 يومًا' تعرض قطاع غزة، الذي يُعرف بأنه أكثر المناطق كثافة للسكان في العالم، لعدوان عسكري إسرائيلي جوي وبري، تسبب باستشهاد 2322 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما)، وجرح 10870 آخرون، منهم 3303 أطفال، وفقًا لإحصائيات صادرة من وزارة الصحة الفلسطينية.

ويعاني ألف مصاب من إعاقة دائمة من بينهم 20 طفلًا مبتوري الأطراف، يحتاجون إلى أطراف صناعية لمواصلتهم الحياة.

وكلما ارتفع صوت الطائرات الحربية في سماء قطاع غزة، دخلت الطفلة سارة عبد العال البالغة من العمر 5 سنوات، في نوبة من الصراخ. وتقول والدتها هبة البالغة من العمر 29 عاما، إن طفلتها لا تزال تعاني من آثار الحرب الأخيرة، وتستدرك بالقول إن 'أطفال غزة يتوقون لحياة خالية من العنف، والحرب، في كل قصف تعود لهم ذكريات الخوف والقلق'.

ومنذ إعلان الاحتلال وقف إطلاق النار مع حركة حماس في 26 آب/أغسطس من صيف 2014، قصف جيش الاحتلال أماكن مختلفة في قطاع غزة.

وتقول سهى النجار البالغة من العمر 44 عامًا، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في كرافان حديدي جنوبي قطاع غزة، إن اليوم العالمي للطفل يعني استحضار معاني 'السلام' و'الحرية'.

وتضيف النجار أنه 'ولكن للأسف، أطفال غزة عايشوا 3 حروب في 6 سنوات، تشرد منهم الآلاف، عايشوا آلاما أكبر من أعوامهم الصغيرة'. وتشكو كثير من الأمهات في قطاع غزة، من اضطراب وخوف صغارهم، ورفضهم النوم بمفردهم، ومعاناتهم من كوابيس.

وأظهر تقرير نشرته منظمة أنقذوا الأطفال بعنوان 'كابوس حي: غزة بعد الحرب'، مؤخراً، أن ثلاثة أرباع أطفال غزة يعانون التبول اللا إرادي بشكل منتظم، فيما يفيد 89% من الآباء أن أطفالهم لديهم متاعب من مشاعر الخوف المستمر، وأن 70% من الأطفال يخشون حربًا أخرى، وأن 7 من 10 أطفال تمت مقابلتهم يعانون كوابيس بشكل منتظم.

وقالت المنظمة إن 'الشعور العميق بالموت واليأس في غزة، يتضاعف في غزة حيث الوعود بإعادة الإعمار بالكاد تمضي وأن التوقعات أكثر قتامة مما كانت عليه في أي وقت آخر'.

وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة، في يوم الطفل العالمي، إن العدوان الإسرائيلي الأخير خلّف 2000 يتيم.

وطالبت الوزارة، في بيان منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسيف'، بالتدخل الفوري من أجل إنقاذ أطفال فلسطين، والعمل على إدانة إسرائيل على 'جرائمها 'بحق الطفولة. وأضافت أن من حق أطفال فلسطين أن ينعموا كباقي أطفال العالم بحياة كريمة، بعيدا عن 'الخوف' و'الحروب المتكررة'.

 

التعليقات